الغنوشي: الشعب التونسي لم يعد مهتما بالحرية ولا يريد سوى المنجزات الاقتصادية التي فشلت الدولة في تحقيقها

13 يناير 2021 - 17:20

قال رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، إن المشاكل، والأزمات الاقتصادية، والاجتماعية، التي تعيشها البلاد أثرت سلبا في أكبر منجز حققته الثورة التونسية، وهو الحرية.

وجاء ذلك خلال ندوة في العاصمة تونس، نظمها المركز العربي للأبحاث، ودراسة السياسات، ومركز الدراسات الاستراتيجية، والدبلوماسية، مساء أمس الثلاثاء، بمناسبة مرور 10 سنوات على الثورة الشعبية، التي أطاحت في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس الراحل، زين العابدين بن علي.

وفسر الغنوشي ذلك بأن الشعب لم يعد يهتم بهذا المنجز “الحرية”، وأصبح لا يريد سوى المنجزات الاقتصادية، والاجتماعية، التي لم تعد تستطيع الدولة تحقيقها نظرا إلى أوضاعها المتأزمة.

وتعيش تونس منذ فترة على وقع احتقان سياسي، واجتماعي، واحتجاجات في محافظات عديدة، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية.

وتابع الغنوشي: “ليس سهلا الاحتفاظ بشعلة الثورة إلى حد الآن، على الرغم من العواصف في العالم العربي، والمناخ العربي، وحرياته المتراجعة”، وتابع: “نحتفي اليوم بالثورة، لأنها حررتنا، واستأصلت الاستبداد، وأطاحت بنظام قمعي”.

ورأى الغنوشي، رئيس حركة “النهضة” صاحبة أكبر كتلة برلمانية، أن المجتمع التونسي أصبح أقوى من الدولة، نظرا إلى أن المطلبية الاجتماعية أصبحت مرتفعة.

وأردف أن التعويل، والاتكال على الدولة أصبحا يرهقانها، ولا بد أن تخفف على نفسها، ومن غير المعقول أن تواصل في نفس منهجها، باعتبارها الراعية، التي تعلم، وتطبب “الرعاية الصحية”، وتوفر وسائل النقل، وتشغل “توفر فرص العمل”.

وقال الغنوشي إن خطأ الدولة هو نظامها الرئاسي البرلماني المزدوج، كما أن عدم وضعها لنظام برلماني كامل تسبب في صعوبة حقيقية في إدارة السلطة.

فيما سجل مهدي مبروك، وزير الثقافة الأسبق، وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية: “بعد مرور 10 سنوات على الثورة، برزت حالة انفصام حادة بين الدولة والمجتمع”.

وتابع مبروك، خلال الندوة ذاتها: “وبدت الدولة عاجزة وضعيفة في مواجهتها “كحالة الانفصام”، إثر المطلبية الاجتماعية، التي اجتاحت البلاد في السنوات السابقة، والتي لم تتوقف”، وأضاف أن بعض الوهن اعترى الدولة في السنوات الأخيرة، حتى الطبقة الوسطى لم تعد تستطيع احتضانها، علاوة على فقدانها القدرة على بسط نفوذها في ظل بروز فئات تحتج بشكل يعطل مصالح الدولة، ومناطق الإنتاج.

وعلى الرغم من أزمات داخلية عديدة، يُنظر إلى تونس على أنها التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة بين دول عربية، شهدت ما بات يسمى بـ”ثورات الربيع العربي”، منها مصر، وليبيا، واليمن.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي