نقطة نظام.. مكره أخاك «أم» بطل

03 ديسمبر 2020 - 23:59

التلقيح ضد فيروس كوفيد-19 ليس إجباريا. نعم، هذه هي القاعدة العامة، لكنه يتخذ لنفسه شكل الإجبار بمجرد ما سيظهر لك حجم العراقيل التي ستواجهها في حياتك اليومية إن لم تخضع للتلقيح. لذلك، قيل إن التلقيح «شبه إجباري» كما هو «شبه اختياري»

. يتزعم وزير الصحة عملية ترويج التلقيح الجماعي، لكن تنقصه الكاريزما اللازمة لكي لا يفسد الأمر كله. لقد تحدث أولا عن عدم قدرة الناس على السفر إلى الخارج دون خضوعهم للتلقيح، ثم سكت. يُشكل المغاربة الذين يمتطون طائرة كل مرة متوجهين إلى الخارج نسبة ضئيلة في نهاية المطاف، ولا يطرحون تحديا حقيقيا إزاء مسعى إنجاح التلقيح الجماعي كما تخطط له السلطات.

يخلق الوزير نوعا من الالتباس بحديثه عن فرص نجاح عملية التلقيح «غير الإجباري» دون أن يخضع له الجميع. يشعرك ذلك بأن للسلطات مخاوف جدية من نأي الناس عن اللقاح. وهذه وضعية تطرحا التساؤل حقا: في جائحة تتصاعد نسب فتكها بالناس، فإن الإقرار الضمني بوجود «معارضة» بين المواطنين لفكرة الخلاص النهائي من المشكلة (بواسطة اللقاح)، يضع السلطات الحكومية إزاء مشكلة مصداقية.

وبالفعل، فإن الشكوك حول اللقاح قائمة، وتغذيها تصريحات قادة سياسيين يقدمون صورة غير دقيقة عن طبيعة العملية، لكنها مسألة تثقيف تتعلق بالسلطات أيضا. لقد قيل إن حملة تواصل هائلة سيجري إطلاقها لتسويق التلقيح، لكننا لم نر أي شيء حتى الآن. وستكون مغامرة أن تترك الناس في قبضة المسؤولين السياسيين والحكوميين الذين تتدهور مصداقيتهم بشكل مطرد.

حملة التلقيح ليست تمرينا طبيا عاديا، لكنها فرصة بلد بأكمله ليقدم نفسه ضمن فئة المجتمعات التي كسبت، قبل الآخرين، معركة التلقيح الجماعي، أي شكل من أشكال البطولة. ولا تحتاج هذه العملية سوى إلى الثقة، لا إلى تدابير تجعل التلقيح «قدرا منزلا» في لعبة غميضة تمارسها السلطات الحكومية وكأنها بصدد إرساء سلطتها.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي