الفاتحي: البوليساريو تنتحر والجزائر لا يمكنها التفرج على التطور المغربي- حوار  

21 نوفمبر 2020 - 14:00

 هل انتهت الاستفزازات الانفصالية بتدخل الجيش المغربي وتحرير معبر الكركرات من الانفصاليين وتأمين بشكل كامل حركة السير، أم أنها ستتواصل بطرق أخرى، وفي مواقع أخرى؟ 

البوليساريو اختارت التصعيد بعد انتحارها السياسي، حينما دأبت على انتهاك قواعد الشرعية الدولية وخرقت بشكل ممنهج اتفاق وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة. إن جبهة البوليساريو ترتكب مغامرة خطرة بإعلانها وقف العمل باتفاق وقف إطلاق النار. وهو ما يعني أنها بصدد انتحار أمني وعسكري. جبهة البوليساريو وبعدما تحدت هيئات ومؤسسات المجتمع الدولي واتهمت مجلس الأمن الدولي بالتقاعس واتهمت الأمين العام للأمم المتحدة بالمنحاز، لم يبق لها من خيار غير مواصلة التمرد.

كيف تفسر رد بلاغ الجزائر على العملية العسكرية النوعية المغربية، خاصة وأنها حاولت أن تضع مسافة بينها وبين تلك الاستفزازات رغم أن الجميع يعرف أن الجبهة تأتمر بأوامر الجزائر؟  

إن بلاغ الجزائر سعت فيه أثناء الصياغة أن ينسجم مع التوجهات الدولية، ولا سيما قرارات مجلس الأمن الدولي. ولذلك لم يتضمن إدانة للتحرك العسكري المغربي، ولكن دعت من خلاله إلى عدم خرق وقف إطلاق النار. إن الجزائر بذلك تكون قد فهمت أن دعم البوليساريو في تمردها أمر مكلف سياسيا، فاختارت لغة دبلوماسية تُبقيها بعيدة عن الانخراط في الدعم البين للجبهة وأن يستمر دعمها في السر. عموما بالنسبة إلى الدبلوماسية المغربية، فقد حصرت نطاق الدعم لجبهة البوليساريو، كما أن المغرب تلقى تأييدا لتحركه لتأمين المرور في معبر الكركرات من لدن عدد من الدول العربية.

ألا ترى أن الجبهة خسرت في كل الجبهات منذ 2017، وهي الآن تقدم على خطوة انتحارية بإعلان الحرب ونهاية اتفاق وقف إطلاق النار؟

إنه الاختيار الوحيد الذي تبقى للجبهة لأن الجزائر بدأت تضيق درعا بالبوليساريو كقيادة، في وقت كان المغرب يقوي موقفه التفاوضي ويعزز نفوذه على الأرض ومن خلاله على إفريقيا.

يُفهم من كلامك أن الحرب ليست من مصلحة الجزائر، لكن هذه الأخيرة توظف الجبهة لخدمة مصالحها؟

الجزائر لا يمكنها التفرج على التطور المغربي، وعليه فهي تستعمل جبهة البوليساريو كأداة لوقفه. ولذلك فهي تحرض الجبهة على الذهاب بعيدا لتعطيل سرعة الأداء المغربي.

عبد الفتاح الفاتحي/ خبير في ملف الصحراء  

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي