ماء العينين: نقاش الملكية البرلمانية هو نقاش المستقبل - حوار

26 يوليو 2020 - 09:40

هل ترين أن « المتنفس » السياسي المقبل للمغرب هو ملكية برلمانية؟

بالنسبة إليّ نقاش الملكية البرلمانية هو نقاش المستقبل في المغرب، وسيبقى دائما مفتوحا، ولكن لا ينبغي عزله عن السياق، بكل وضوح أن نتحدث اليوم عن ملكية برلمانية في المشهد السياسي الحالي لا يعني لي شيئا، لن يحمل أي جديد، لماذا؟ لأنه بقربنا دول قامت بثورات أسقطت أنظمة وما هو مآلها؟ لقد قلت لك إن نضج المسار السياسي والفكري والديمقراطي على أسس صلبة بالنسبة إلي، أهم من إطلاق الشعارات، ولذلك، فالملكية البرلمانية في المغرب ستأتي، هذه قناعتي وسنصل إليها في النقاش، لكن الآن أن يطلق هذا النقاش في هذا المشهد السياسي الضحل، ومضمون سياسي منعدم وأحزاب ميتة، ونخب سياسية لا تستطيع أن تقود أي نقاش، هل تظنين أن من الطبيعي أن يخرج مستشارون ملكيون يتحدثون بهذا المستوى من النقاش ولا يتم التقاط هذا النقاش؟ هل هذا أمر طبيعي؟

بمعنى؟

بمعنى أن أفق المستشارين الملكيين كان أعلى بكثير من أفق النخبة السياسية.

 

هل للقصر…؟

(مقاطعة) نعم، لدي قناعة لا أحب الحديث فيها بطريقة مبتذلة، لأني لست من اللواتي ينخرطن في نقاش قد يبدو وكأنه تملق، لديّ قناعة أن الملكية اليوم، إذا جددت تحالفاتها الحقيقية، هي قادر على أن تقود إصلاحا سياسيا حقيقيا بالمغرب، وتنقل المرحلة إلى أفق جديد أفضل بكثير مما تقوم به النخب السياسية الحالية.

وأين الخلل إذن، هناك من يقول إنه ربما هيمنة…

(مقاطعة) ليس لدى الملكية مع من تتحالف.

جيد، « بغيتي تقولي ما كاينش معامن »، هناك من يقول عكس هذا الكلام، أي أن الملكية هي المهيمنة على المشهد ولا تترك مجالا للآخرين، وأن هناك قتلا للأحزاب، وإخلاء للسياسة، وإعلاء دور التقنوقراط، وإعلاء دور المؤسسة الأمنية، وكأن المحور هو المؤسسة الملكية..

هذا يتعلق بما نقصده بالمؤسسة الملكية، هناك شخص الملك الذي منذ مجيئه قدم إشارات كثيرة، سواء في سلوكه الشخصي أو سلوكه السياسي، تؤكد أنه يمكن أن نقود مرحلة جديدة مع ملك بأفق مختلف، لكن حينما نتحدث عن المؤسسة الملكية، نتحدث عن تحالفات مع نخبة في مختلف المواقع ومختلف المؤسسات، المؤسسة الملكية لوحدها بشخص الملك لا يمكن أن تقود لوحدها الانتقالات التي نريد للمغرب، تحدثت عن قتل الأحزاب، لا يوجد حزب سياسي يقتله الآخرون، بل يقتل نفسه، أنا اليوم مؤمنة أن الأحزاب السياسية يجب أن تتحمل مسؤوليتها، وحينما نقول إن هناك مقاربة أمنية، لأن السياسي حينما ينسحب من دوره ماذا ينتطر؟ ينتظر الفراغ؟

الملكية في حاجة إلى تحالفات جديدة

هل الملك محمد السادس لم يكن له حظ والده في وجود نخبة سياسية قوية؟

نعم، بكل تأكيد. وأنا هنا أتأسف منذ ما سمي بالعهد الجديد في لحظة وصول محمد السادس إلى الحكم إلى الآن، أن النخبة السياسية « غادية في اندحار »، لذلك قلت إن الملكية اليوم في المغرب لازالت في حاجة إلى تجديد تحالفاتها، ولتحقيق ذلك، يجب أن تجد الفاعلين الحقيقيين والنخب القادرة على ممارستها. اليوم، هناك مع الأسف سيادة الفراغ، وهناك أطراف تشتغل على هذا الأمر وتستفيد منه طبعا، وصلت اليوم إلى النتيجة ولازالت تقوم بأدوارها، لكن أقول لا يمكن أن نواجهها إلا بإرادة سياسية وبنخبة حقيقية.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي