فيروس كورونا يمنح العمال غير النظاميين في السعودية أملا بالمغادرة

12 يوليو 2020 - 18:00

وجد عامل الكهرباء السوداني نفسه عالقا في العاصمة السعودية الرياض دون عمل وهو مفلس تماما، ولكن كغيره من العمالغير النظاميين، يعلق آماله بأن يشكل تفشي فيروس كورونا المستجد فرصة له للمغادرة.

بينما تسبب فيروس كورونا المستجد في مغادرة عدد كبير من العاملين الأجانب، يقول حقوقيون إنه من المحتمل وجود مئاتالآلاف من العمال غير النظاميين عالقين في السعودية، ما يعقد جهود المملكة في مكافحة المرض.

وكشف الوباء، بحسب نشطاء، عن وضع العمال في السعودية، الذين يعيشون في مساكن مكتظة للغاية، وعن مشغلينيستغلونهم.

ودعا حقوقيون المملكة إلى إعادة النظر في سياستها، وإعفاء العاملين الذين قدموا إليها قبل سنوات للعمل، ولكنهم وجدواأنفسهم عالقين في فقر وديون، جعلت من الصعب عليهم المغادرة وتركتهم أكثر تعرضا للوباء.

ويرى كثيرون أن أساس المشكلة هو نظام الكفالة الذي يقول منتقدوه إنه يربط العمال بمشغليهم السعوديين، حيث إنهم بحاجةإلى إذنهم للدخول والخروج من المملكة وحتى تغيير وظيفتهم.

ويؤكد حاتم (45 عاما) الذي يعيش مختبئا في الرياض لتجنب اعتقاله: “لدي ستة أبناء ووالدتي وأختي الكبيرة يعيشون فيوضع صعب في السودان والأسوأ منه هنا“. ويقول حاتم، الذي وصل المملكة في عام 2016، إن نظام الكفالةنظام مجحفجدا“.

وقامت السعودية التي يقيم فيها نحو 10 ملايين أجنبي بطرد مئات الآلاف من العمال غير الشرعيين في السنوات الأخيرة. ولكن، يجد الكثيرون مثل حاتم أنفسهم عالقين في دوامة من الديون ولا يسمح لهم بالمغادرة قبل تسديدها.

ويقول أنس شاكر، باحث فيميغرانت رايتسلفرانس برس: “على الحكومة السعودية أن تمنح العفو للعمال غير النظاميينمن أجل تسوية وضعهم أو العودة إلى بلدانهم“. وحذر شاكر من أن عدم القيام بذلك يهدد بتفاقم الوباء.

وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 200 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد وقرابة ألفي حالة وفاة. وتقول مصادر طبيةإن عاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين هم من بين الضحايا، وأن غرف العناية المركزة تجاوزت طاقاتهاالاستيعابية.

ودعا سعوديون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى طرد العاملين الأجانب واتهموهم بنشر المرض. بينما دعا كاتب مقال فيصحيفة سعودية إلىتنظيفالمملكة من العمالة الأجنبية الزائدة.

وبالنسبة لحاتم الذي يعيش معتمدا على مساعدات من الناس، فإنه دعا سفارة بلاده للضغط على السلطات السعودية لمنحهتأشيرة الخروج التي يحتاجها لمغادرة المملكة.

من جانبه، روى مسؤول من جنوب آسيا لفرانس برس تلقيه طلبات مماثلة لتأشيرات الخروج من عمال عالقين في السعوديةتراكمت عليهم الديون.

وكانت السعودية أعلنت استثنائيا في مارس الماضي تقديم العلاج بشكل مجاني للعمال غير النظاميين وتعهدت بعدمملاحقتهم.

لكن يتخوف كثيرون من الذهاب إلى هناك. وقال ثلاثة، عمال وضعهم غير قانوني لفرانس برس، إنهم ليسوا مستعدين للذهابحتى لو أصيبوا بالفيروس.

وأوضح عامل مصري (36 عاما)، اشترط عدم الكشف عن اسمه، أنه لن يخاطر بذلك بعد أن أخذ قرضا كبيرا للعمل فيالمملكة كسائق خاص. وأضاف: “ليس هناك ما يضمن عدم اعتقالي“.

بدأ كابوس حاتم عندما قام كفيله بمطالبته بنسبة كبيرة من مكاسبه مقابل تجديد إقامته كل عام أو ترحيله. ويؤكد عمال أجانبتعرضهم لـابتزازمماثل من قبل الكفيل من أجل مواصلة العمل بشكل قانوني في المملكة، بعد وصول الكثير منهم منبلدانهم وهم مثقلون بالديون.

وكان حاتم في حاجة إلى دعم عائلته الكبيرة، لكنه قال إن هذا الطلب أدى إلى اقتراضه المزيد من الأموال ليدفع لكفيله. وأشارإلى أن الكفيل قام بتقديم بلاغهروبضده، ومع انتهاء إقامته فإنه غير قادر عن البحث عن عمل الآن.

وبحسب شاكر، فإنهبالنسبة لمئات الآلاف من العمال، فإن المخالفة ليست خيارا، موضحا أن بإمكان الكفيل تقديم بلاغهروبعبر لمسة زر على الإنترنت، أو يختارون عن قصد تجاهل تجديد إقامة العمال. وأضاف: “يتم دفعهم للمخالفة بسببسياسات العمل والهجرة غير الكافية، التي تمنح أصحاب العمل سيطرة كبيرة عليهم“.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي