نقطة نظام.. تقاليد مرعية

31 مايو 2020 - 07:30

أي جريرة تلك التي فعلها وزير الصحة، خالد آيت الطالب، وهو يستعرض خطة غير معلنة لترحيل 300 مغربي عالق في الخارج بشكل أسبوعي؟ هما معصيتان: وزير يقدم خطة عمل ليست من صميم صلاحياته، ثم تغطيتها باسم الملك دون الاستناد إلى المعايير البروتوكولية المتبعة.

فأن يستفرد آيت الطالب بإعلان خطة لا تتوافق ومهمته أولا، يشير إلى وجود مشكلة لديه في الفهم. لقد ظلت وزارة الصحة طوال فترة أزمة جائحة كورونا، مكتفية بعرض الإحصائيات المتعلقة بتطور تفشي الفيروس في البلاد، والنهوض بأعمال تجهيز المستشفيات بالموارد، كما الوسائل الضرورية لمواجهة كفؤة لفيروس غير طبيعي. ولاحقا، تحول وزير الصحة إلى نذير غامض لأي خطة متسرعة لرفع الحجر الصحي في بالبلاد، بينما كانت الأطراف الأخرى تحضر ثم تنفذ سلسلة عمليات رفع الحجر. غريب ما حدث.

أصبح وزير الصحة متحدثا عن لجنة ذات خصائص أمنية، ويقدم أرقاما بدت للناس غير معقولة وهم يرون أن آخر فوج للعالقين قد يعود إلى وطنه وفق الخطة المعلنة، بعد عام ونصف من الآن. وللوزراء بشكل عام، ميل إلى تغطية بعض أفعالهم بمباركة المؤسسة الملكية، وهكذا، فإن وزير الصحة، وهو يقدم تفاصيل هذه الخطة، لم يكتف بالحديث كعضو في حكومة، بل رمى بحجر التعليمات الملكية تجنبا لأي مناقشة تفصيلية من لدن البرلمانيين. هل سُمح له بذلك؟ على ما يظهر، فإن الوزير قد خرج عن طوره في هذه القضية.

وفي محاولة فاشلة، أراد وزير الصحة أن ينسب جريرته إلى وسائل الإعلام، غافلا أن تسجيبلا مصورا لخطابه قد بُث للعموم.

تترك لنا هذه القضية مأزقا كبيرا حول تصور بعض الوزراء لأنفسهم. لقد نفخت جائحة « كورونا » في حجم بعضهم، وهم يتصورون أن بإمكانهم الدوس على كل شيء، والتصرف مثل « سوبر وزير » متحللين من أي قيود. سقطات مثل هذه، تنفع لتذكيرهم بما هم عليه.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي