بنسبة 49 بالمائة.. القلق يشكل أهم أثر نفسي للحجر الصحي لدى الأسر المغربية

19 مايو 2020 - 14:40

قالت المندوبية السامية للتخطيط، إنه يحتمل أن يكون للحجر وللتهديد الصحي لجائحة كورونا، تأثيرات نفسية شديدة على السكان، بدءا باضطرابات النوم، إلى الإجهاد ما بعد الصدمة مرورا بالاكتئاب ونوبات الهلع.

وأنجزت المندوبية السامية للتخطيط، في الفترة الممتدة من 14 إلى 23 أبريل 2020، بحثا لدى الأسر من أجل تتبع تكيف نمط عيش الأسر تحت وطأة الحجر الصحي، أعنت عن نتائجه اليوم الثلاثاء.

الآثار الرئيسية

يشكل القلق أهم أثر نفسي للحجر الصحي لدى الأسر بنسبة 49% من الأسر المغربية، وتصل هذه النسبة إلى 54% لدى الأسر المقيمة في أحياء الصفيح، مقابل 41% لدى الأسر التي تقيم في مساكن عصرية.

ويأتي الخوف بعد القلق، ويشعر به 41% من الأسر، ولاسيما في صفوف الأسر التي تسيرها نساء (47%)، مقابل 40% من الأسر التي على رأسها رجل، والأسر الفقيرة (43%) مقابل 33% من الأسر الغنية.

وعبرت 30% من الأسر عن شعورها برُهاب الأماكن المغلقة، (32% في الوسط الحضري و24% في الوسط القروي)، وهذا الإحساس يهم 30 % من الأسر المكونة من 5 أشخاص فأكثر، مقابل 25% لدى الأسر الصغيرة الحجم المكونة من شخصين.

التداعيات النفسية

وصرحت 25% من الأسر بتعدد أنواع الرُهاب لديها، وهذه النسبة هي أعلى في الوسط الحضري (29%) مقارنة بالوسط القروي (18%)، وضمن الأسر التي يكون فيها رب الأسرة ذو مستوى تعليمي عالي (28%)، مقارنة بالأسر التي يكون فيها رب الأسرة بدون مستوى تعليمي (23%).

وتشعر 24% من الأسر باضطرابات النوم، وتتضاعف هذه النسبة لدى سكان المدن (28%) مقارنة مع سكان القرى (14%)، كما تعاني 8% من الأسر من اضطرابات نفسية أخرى، مثل فرط الحساسية والتوتر العصبي أو الملل.

العلاقات الأسرية

وعبرت 18% من الأسر (20% في الوسط الحضري و12% في الوسط القروي)، عن شعورها بتدهور العلاقات الأسرية، وهذا الشعور هو أعلى في أوساط الأسر الفقيرة (19%) مقارنة بالأسر الغنية (13%)، وكذا في صفوف الأسر المكونة من 5 أشخاص أو أكثر (23%) مقارنة بالأسر الصغيرة الحجم المكونة من شخصين (7%).

بالمقابل، عبر (72%) من الأسر عن عدم تأثر العلاقات داخل الأسرة بظروف الحجر الصحي، وبالنسبة لبقية الأسر (10%) فإن علاقاتها الأسرية سليمة وأكثر متانة.

الاهتمامات الترفيهية

لتحمل ظرفية الحجر الصحي، تلجأ أكثر من 66% من الأسر لتتبع المسلسلات أو الأفلام أو القراءة
أو ممارسة أنشطة فكرية أو ترفيهية أخرى، و51% تقضي مزيدا من الوقت مع الأسرة و37% تلجأ إلى الممارسات الدينية و35% تحافظ على الاتصال مع الأصدقاء والأقارب عبر وسائل الاتصال، و12% تمارس الرياضة والحركات الجسدية في المنزل، و9% تضاعف من عدد الخرجات المرخص بها من المنزل.

وتؤكد الدراسة، أن هذه الممارسات تختلف باختلاف جنس رب الأسرة: 68% من الأسر التي يسيرها رجل تتابع المسلسلات أو الأفلام أو تقرأ أو تقوم بأنشطة فكرية أخرى (مقابل 61% من بين الأسر التي تسيرها امرأة)، و55% تقضين مزيدا من الوقت مع الأسرة (مقابل 37% بالنسبة للأسر التي تسيرها امرأة)، و11% تضاعف من عدد الخرجات المرخص بها من المنزل (مقابل 4% بالنسبة للأسر التي تسيرها امرأة).

وتقوم الأسر الميسورة، مقارنة بالأسر الفقيرة، بالتواصل أكثر مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة، من خلال وسائل الاتصال (60% مقابل 26%) وبممارسة الرياضة في المنزل (26% مقابل 7%) ومضاعفة عدد الخرجات المرخص بها (21% مقابل 9%).

سبب القلق

تشعر 24% من الأسر بالكثير من القلق من خطر الإصابة بجائحة كوفيد-19، تؤكد الدراسة، و46% قلقة إلى حد ما، ومرد هذا القلق أساسًا هو الخوف من الإصابة بالعدوى بالفيروس (48%) وفقدان الشغل (21%) والوفاة بسبب الجائحة (10%) وعدم القدرة على تموين الأسرة (10%) والخوف على المستقبل الدراسي للأبناء (5%).

الدعم المادي

ويعتقد أكثر من ثمانية أسر من عشرة (82%) أن الدعم المادي للأسر المعوزة هي الطريقة الأنجع لإنجاح الحجر الصحي، وهو رأي يتوافق بشأنه كل مكونات المجتمع.

كما ذُكرت تدابير أخرى ولا سيما منح التعويض عن فقدان الشغل (38%) وتزويد القرب من المواد الغذائية وغير الغذائية (38%)، وتوفير المعدات اللازمة للتلاميذ لإنجاح التكوين عن بعد (28%)، وتوفير المساعدة في البيوت للفئات الهشة (25%).

وتهدف دراسة المندوبية، إلى فهم مستوى فعلية الحجر الصحي، ومعرفة الأسر بفيروس كورونا (كوفيد-19)، والإجراءات الوقائية، والتزود المنزلي بالمنتوجات الاستهلاكية ومواد النظافة، ومصادر الدخل في وضعية الحجر الصحي، والولوج للتعليم والتكوين، والحصول على الخدمات الصحية وكذا التداعيات النفسية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي