نواب الـPJD يتعلمون الإسبانية والإنجليزية.. طرقوا باب "سرفانتيس" و"المركز البريطاني"

14 فبراير 2020 - 22:00

بعدما كانت تنظر إليهم في السابق بنوع من التوجس والحذر، بدأت الدولة الإسبانية في الاقتراب من الإسلاميين المعتدلين المغاربة. إذ إن الحكومة الإسبانية قبلت عن طريق معهدها الدولي بالرباط « سرفانتيس » تعليم وتلقين النواب البرلمانيين التابعين لفريق العدالة اللغة والثقافة الإسبانية، لاسيما اللغة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية. 

ويبدو أن حزب العدالة والتنمية المغربي، أدرك قيمة ووزن اللغة الإسبانية في العالم، دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا، في الوقت الذي تخلت الأحزاب الأخرى المغربية، وحتى الدولة نفسها، عن هذه اللغة الحية التي يتحدث بها نحو 600 مليون شخص في العالم، كما أنها تشكل اللغة الرسمية لنحو 21 دولة، خصوصا في أمريكا اللاتينية.

في هذا الصدد، وقع الفريق البرلماني للعدالة والتنمية في مجلس النواب اتفاقا مع معهد « سيرفانتيس »، التابع للحكومة الإسبانية، يوم الاثنين الماضي في مجلس النواب، يقضي بتدريس أعضاء الفريق قواعد اللغة الإسبانية، حسب ما كشفته مصادر من داخل الفريق البرلماني للعدالة والتنمية لـ » أخبار اليوم ». 

الاتفاق الجديد الموقع بين البيجيدي وسرفانتيس يعتبر سابقة في المغرب، بحيث لم يسبق لأي حزب سياسي مغربي أن وقع مع المعهد الإسباني مثل هذا الاتفاق، وفق قراءة وكالة الأنباء الإسبانية « إيفي ».

على ما يبدو، فإن تكلفة تعلم اللغة الإسبانية من قبل نواب البيجدي لن يتحملها مجلس النواب، بل سيدفعها الفريق البرلماني للبيجيدي، إذ إن معهد سرفانتيس يقدم تخفيضات في مثل هكذا اتفاقيات. 

الاتفاق الجديد يسمح لنواب العدالة والتنمية الاستفادة فرادى من دروس المعهد أو دروس خاصة، تكون موجهة للفريق.

خوسي ماريا مارتينثي آلونسو، مدير معهد سرفانتيس بالرباط، أكد لـ »أخبار اليوم » توقيع اتفاق بهذا الخصوص مع فريق البيجيدي في مجلس النواب، مبينا أن الفريق البرلماني هو الذي بادر للاستفادة من خدمات المعهد في تلقين وتعليم اللغة الإسبانية. وتابع أن فريق البيجيدي يريد تعزيز القدرات التواصلية باللغة الإسبانية لأعضائه في العلاقات الدولية والدبلوماسية والاقتصادية. 

واعترف قائلا: « إنه الاتفاق الأول من نوعه مع مجموعة حزبية أو فريق برلماني، لكن على المستوى الشخصي، هناك سياسيون ونواب سبق لهم أن استفادوا من خدمات المعهد ». 

وأضاف، كذلك، أن توقيع مثل هذا الاتفاق قرار اتخذه المعهد، لأنه يتعامل مع جميع الراغبين في تعلم اللغة « كطلبة »، ولم يخف، كذلك، عزم المعهد على المبادرة هذه المرة لعرض خدماته على باقي الأحزاب المغربية بعد تجربة الفريق البرلماني للبيجيدي. 

وأكد المتحدث، أيضا، أن المعهد تربطه اتفاقيات مع مؤسسات وزارية وعمومية وخاصة، لكنها التجربة الأولى على المستوى الحزبي.

مصدر إسباني عليم أشار في حديثه مع « أخبار اليوم » إلى أن الاتفاق عادي ومن الطبيعي أن يوقع مادام أن حزب العدالة والتنمية لم يعد منذ سنوات مصدر توجس وخوف للسلطات الإسبانية. وتابع أن البيجيدي هو الحزب المغربي الوحيد « المرئي »، والذي لديه « صورة » اليوم، بينما بقية الأحزاب الأخرى غير مرئية. وضرب المثل بمؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة الذي مرّ دون أن تلتفت إليه الصحافة الإسبانية، عكس البيجيدي الذي يحظى بالمتابعة.

وأردف المصدر أنه يمكن قراءة المباردة الجديدة للبيجيدي، كتعبير عن رفض سياسة الاستعمار الثقافي الفرنسي، وهو الشيء الذي ظهر جليا خلال الجدال الأخير حول لغة التدريس. كما أن أعضاء البيجيدي لم يعودوا يرغبون في الانفتاح وقراءة العالم بعيون ونظارات فرنسية فقط، بل اختاروا تنويع نظرتهم. إلى جانب أن أعضاء البيجيدي يريدون أن يكون لهم أشخاص مكونين بشكل جيد، في كل ما يخص العالم الإسباني الذي يضم أكثر من 21 دولة.

محسن مفيدي، النائب عن حزب العدالة والتنمية، بيّن لـ »أخبار اليوم » أنه واحد من النواب الذين سيستفيدون من هذه الدروس بالإسبانية. 

وقال مفيدي، إن توقيع الاتفاق يأتي في إطار البرنامج التكويني الذي تبناه الفريق قبل عامين، حيث همّت المرحلة الأولى من التكوين في تدبير المقاولات والتدبير المالي والتواصل والسياسات العمومية، فيما همّت المرحلة الثانية التكوين في اللغات، بما في ذلك اللغة الأمازيغية، حيث إن الفريق لازال يبحث عن مؤسسة مختصة لتعزيز قدرات أعضاء الفريق في هذه اللغة. 

ورفض البرلماني أن تكون إسبانيا تنظر بتوجس إلى الحزب، مشيرا إلى أن كل هذا « لا أساس له من الصحة، والتجربة والممارسة أكدتا أن الأمر كان يتعلق بأحكام مسبقة ». 

واستطرد مفيدي أن البيجيدي « حزب وطني معتدل منفتح على الجميع، ولديه علاقات جيدة مع إسبانيا وفرنسا »، مبرزا: « أن المهم هو أن تكون ديمقراطيا وتحترم المعاهد الدولية ». 

وخلص إلى أن تعلم اللغة الإسبانية يساعد نواب الحزب على الدفاع عن المصالح المغربية، وعلى رأسها الوحدة الترابية للمملكة.

وعلى غرار الاتفاق الموقع مع الإسبان، وقع فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب والمجلس الثقافي البريطاني اتفاقا في 10 فبراير الجاري، يتم بموجبه تطوير مهارات اللغة الإنجليزية لدى البرلمانيين من أعضاء الفريق.

وفي هذا الصدد، صرحت مديرة مركز التعليم المغاربي التابع للمجلس الثقافي البريطاني روزانا داويس، قائلة: « في المغرب، يعي الناس جيدا أن اللغة الإنجليزية لغة عالمية ومهارة لا غنى عنها في القرن الحادي والعشرين. ويصدق هذا الأمر بشكل خاص في عالم العلاقات الدولية والسياسة العالمية » .

بدوره، صرح مصطفى إبراهيمي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب قائلاً: « نحن مطالبون في إطار العلاقات العامة والمهام الدبلوماسية بأن نتمكن من مجموعة من اللغات وعلى رأسها اللغة الإنجليزية وبعد مجموعة من الاتصالات مع المجلس الثقافي البريطاني واجتياز الاختبارات سنتوجها اليوم بالتوقيع على الاتفاقية« .

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي