فرحة المغاربة.. قادة الجزائر: «ne pas déranger»

16 يوليو 2019 - 21:00

يبدو أن أصوات الفرح الجزائري المغربي، على المناطق الحدودية بين البلدين الجارين، وفي كل جهات العالم، إثر عبور منتخب “محاربي الصحراء” إلى نهائي أمم إفريقيا 2019 بمصر، لم تصل بعد إلى آذان القادة العسكريين بالجزائر، الذين يصرفون عنها سمعهم، مثلما صرفوه عن الدعوة الملكية إلى إنشاء لجنة لمناقشة الإشكاليات العالقة، والذهاب معا نحو مستقبل مشترك.

فرغم أن الشعبين عبرا، ومن بداية منافسات كأس إفريقيا للأمم، بمصر، يوم 21 يونيو الماضي، عن أخوة صادقة، انفجرت تلقائيا في ملاعب القاهرة، وعبر شوارع المغرب والجزائر، وفي مناطق أخرى من العالم حيث توجد جاليتا البلدين، إلا أن حكام الجزائر لم يصدروا أي رد فعل إيجابي يعطي الانطباع بأنهم سيتململون لتجاوز المرحلة السابقة، والاستجابة للنادي الملكي، بتخطي سيئات الماضي.

وبلغت الفرحة الجزائرية المغربية ذروتها، مساء أول أمس (الأحد)، حينما تفوق المنتخب الجزائري، في نصف نهائي أمم إفريقيا، على نظيره النيجيري، بهدفين لهدف واحد، إذ انفرجت المقاهي المغربية بصرخة فرح واحدة واللاعب محرز يحرز هدف الفوز من ضربة خطأ في اللحظات الأخيرة، ثم ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بشرائط الفيديو التي تؤرخ للحظة التاريخية، وبخاصة على المنطقة الحدودية المتاخمة لمدينة السعيدية، حيث تجمهر العشرات، وراحوا يحتفلون بالفوز حتى الساعات الأولى من صباح يوم أمس (الاثنين).

وبينما تجمدت ألسنة وصفحات المسؤولين السياسيين، والفاعلين في المجال السياسي، عن قول أو كتابة ما يشير إلى هذا الحدث، فإن الإعلامي، والناشط المغربي لحسن العسبي، لخص اللحظة بتدوينة قال فيها: “ما أجملها من صرخة، فرحا بالولد الجميل ويسراه الساحرة… أن يكون بالضبط هو رياض محرز، الذي حين أطلق يسراه تجاه الكرة، كان الدم الدافق من القلب ممزوجا من دم والده الجزائري وأمه المغربية. أي قدر جميل هذا الذي يقصف أهل السياسة في بلدينا. فالقدم التي سجلت معجونة بسرنا المشترك إنسانيا في الجزائر والمغرب.

هنا الكيمياء أكبر من حسابات اللحظة السياسية الآنية”. ولم يتأخر الزميل الإعلامي الجزائري، نجم الدين سيدي عثمان، في تلخيص الوضع في الجزائر في هذه الأثناء، إذ قال في تدوينة له عقب الفوز التاريخي: “سيشهد التاريخ أن بوتفليقة وآله وصحبه كانوا لعنة أتت على الأرض والحرث والزرع والفرح، بانصراف أرواحهم الشريرة اخضر كل شيء بما في ذلك إفريقيا”.

ويرجح جدا أن تكون نسبة المرشحين لمتابعة المباراة النهائية بين الجزائر والسنغال، يوم الأربعاء، قياسية، على اعتبار أن العدد كان يتضاعف بين مباراة وأخرى، فضلا عن أنها المباراة الأخيرة في الدورة، وقد تتوج الجزائر بطلة للمرة الثانية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي